سباق حفظ القرأن

طلبة صغار لا تتجاوز اعمارهم الخمسة عشر سنة تسابقوا مع بعضهم لاجل الوصول الى القمة ولكن أي سباق هذا حيث يكون فيه الفائز والخاسر رابح .

سباق شريف و المتسابقين فيه بعضهم محب لبعض يساعد بعضهم الاخر , انه سباق حفظ القران .

ذهبنا الى احدى المساجد لنشاهد هذا السباق, واجهنا بعض الصعوبات حيث لم نستطع ان نعمل حوار مع بعض الاساتذة والطلاب وذلك لسبب مجهول رفض ان يصرح به مدير دورة تحفيظ القران .

ذهبنا الى مكان اخر فرحب بنا واستطعنا هذه المرة مشاهدة هؤلاء الاطفال وهم يتدارسون القران الكريم ,فوجئنا بالاقبال فكنا متوقعين عدد ليس بالكبير بسبب درجات الحرارة والوضع الامني الذي يشهده العراق ,لم نكن الوحيدين الذين تفاجئو بهذا الاقبال فالسيد مدير دورة كان متفاجئا بهذا العدد " في الحقيقة لم اتوقع هذا العدد من الطلاب توقعت عددا قليلا مشيرا الى "درجات الحرارة المرتفعة ,لكننا اصدمنا بهذا العدد حيث يتجاوز المائة والخمسين طالب" .

سالناه عن المنهج والذي يعتبر من الامور الاساسية التي تعتبر الطريق المعبد لسير هذه الدورة " تم اختيار المنهج المخصص لدورة من خلال التعاون مع مؤسسة احيا وتم مراجعته ومناقشته مع بقية الاساتذة وتم اختياره بقناعة من جميع الاساتذة ".

مؤسسة أحيا إحدى مؤسسات المجتمع المدني تعنى بالثقافة والفن الإسلامي الهادف .

استطعنا مراجعة المناهج لنرى مايحتوي فيه , المنهج كان جميلا الهدف من هذا المنهج هو تخريج دفعة ذات اخلاق قرانية من خلال عدة مراحل كان اولها هو تعريف الطالب باداب التعامل مع القران , وثانيها هو التأثر بشخص الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتعليمهم بجعل حب النبي اكثر من حبه لامه و ابيه بل وحتى اكثر من حبه لنفسه , وثالثه هو تعليمهم بفضل شهر رمضان الكريم والصفات التي جعلها الله لهذا الشهر عن بقية الاشهر وتعليمهم باحكاوم الصوم والمفطرات.

مدة الدورة هي شهرين تبدأ من منتصف السادس بعد استكمال الطلاب الامتحانات النهائية وتنتهي بمنتصف الثامن فترة ليست بالقصيرة لكن هذه السنة لها خصيصة حيث فترة هذه الدورة هي شهر واحد تسالنا عن السبب " بسبب شهر رمضان ولأن الطلاب معظهم ليسوا كبار فسيصعب عليهم استكمال الدورة ولذلك جعلنا مدة الدورة لاتتجاوز الشهر ".

هذه السنة شهد العراق فيها درجات حرارة مرتفعة لم يشهد أي ارتفاع مماثل لدرجات العراق الحرارة ولأن الدورة تبدأ الدورة بعد الساعة الرابعة ولذلك يصعب على الاطفال تحمل درجات الحرارة اجابنا المدير " الكهرباء الحكومية غير منتظمة لذلك لانعتمد عليها ومن خلال المبالغ التي يتبرع بها المصلين نشتري بها الوقود لتشغيل مولد المسجد ".

هؤلاء الطلاب كانوا كالزهور التي تحمل رائحة جمبلة ولاتحمل في اغصانها الشوك ,جالسين عند اساتذتهم ينصتون لما يتكلم به الاستاذ , ذهبنا الى الاستاذ كانت اجابته مشابهة للوصف " التلاميذ مهذبين همهم هو الاستفادة من الوقت الذي يقضوه مع الاستاذ , لم نلاقي أي حالة من عدم الاحترام فهم متعلمين اداب حضور المجالس واحترام الكبير ومساعدة الاخرين".

احمد يحيى كان احد هؤلاء الطلاب كان حلمه " اريد تعلم المعنى الصحيح للقرأن الكريم لكي اصبح من العلماء الذين يساعدون الناس , اما اسامة فكان يحمل معه الحماس " جئت الى هنا لكي اتعلم كيفية التعامل مع الطلاب لكي اكمل مسيرة بدئها معلمي " .

الدورة لم تكن تحمل في طياتها التعليم فقط حيث خصص للطلاب فترات يمارسون خلالها لعبة كرة القدم شاهدنا مباراة جميلة يحمل اللاعبين اخلاق رياضية واحترام كبير لحكم المباراة المدير كان حاضرا " الدورة المستمرة بالتعليم تصبح مملة ولذلك جعلنا للطلاب فترات من اجل ترفيهم فنحن ناخذهم سفرات سياحية وكذلك نعلمهم السباحة علما ان هناك مراقبة للاطفال من اجل المحافظة عليهم من الغرق وكذلك هناك فترات لرياضة كرة القدم حيث كما تعلم ان جميع الاطفال يعشقون هذه اللعبة " .

اطفال يحملون معنى البراءة بكل معانيها يحملون في قلوبهم حب الحياة ويرسمون الامل باصابعهم ليستكملوا طريقا بدئه رسول الله ليمهدوا طريقا خاليا من الاشواك ليبنوا بلدا جميلا وينيروا طريقا كثر فيه الظلام.

ما شاء الله

ثـــــأانكسـ

:^^:

:ds: